مقالات وبحوث
للتغلب على تمرد المراهقة …. !
كجزء من نموهم كشباب، يجب أن يتمتعوا بهوية مستقلة عن آبائهم أو أسرهم وأيضا يجب أن يكون لهم القدرة على إتخاذ القرار بشكل مستقل، ويجوز لهم تجربة مختلف الأدوار والسلوكيات والمفاهيم كجزء من عملية تطوير هويتهم، وقد تم الإعتراف بـالتمرد في سن المراهقة في علم النفس على أنه مجموعة من الصفات السلوكية التي تحل محل الطبقة أو الثقافة أو العرق.
طبيعة التمرد في سن المراهقة:
لا يزال هناك بعض الجدل حول ما إذا كانت أسباب التمرد في سن المراهقة طبيعية تمامًا أو ضرورية، حيث يفترض البعض أن فشل المراهق في تحقيق الشعور بالهوية يمكن أن يؤدي إلى إرتباك دوره وعدم القدرة على إختيار مهنة محددة، ويمكن أن تؤدي هذه الضغوط إلى النظر إليهم على أنهم بالغين.
التمرد في سن المراهقة والشبكة الإجتماعية العاطفية:
يُشير الطبيب النفسي بجامعة تمبل لورانس شتاينبرغ إلى أن “وقف أنظمة الدماغ تجعل المراهقين أكثر عرضة للإشتراك في السلوك الخطر”، ويقول أيضا إن البرامج الإجتماعية والمقاييس التي تثبط عزيمة الشباب عن المشاركة في السلوك الخطر (مثل تعاطي المخدرات والكحول والقيادة المتهورة وممارسة الجنس غير المأمون) كانت غير فعالة بشكل كبير.
ويفترض شتاينبرغ أن هذا الأمر بسبب وجود المجازفة في سن المراهقة بواسطة المنافسات بين الشبكات الإجتماعية العاطفية والأخرى التي تتحكم في المعرفة، فكلاهما يخوض عمليات النضج خلال فترة المراهقة، ولكنهم يقومون بذلك بمعدلات مختلفة، وبالتحديد، تتطور الشبكة الإجتماعية العاطفية التي تملي الردود على التحفيز الإجتماعي والعاطفي بسرعة أكبر وفي وقت مبكر خلال فترة البلوغ، وتتطور شبكة التحكم في المعرفة التي تفرض الرقابة التنظيمية على إتخاذ القرارات الخطيرة على مدى فترة أطول من الوقت، في فترة المراهقة بأكملها.
ويقول شتاينبرغ في مقالته “المخاطرة في سن المراهقة: آفاق جديدة من الدماغ والعلوم السلوكية” أن “البحث المنهجي لا يدعم الصورة النمطية للمراهقين كأفراد غير عقلانيين يعتقدون أنهم غير معروضون للخطر والذين لا يعلمون الأضرار المحتملة لهذا السلوك المحفوف بالمخاطر أو يغفلون عنها أو لا يبالون بها.”
ووفقا للموسوعة الحرة يمتلك المراهقون نفس القدرة مثل البالغين على تقييم المخاطر، وقد حسنت زيادة توافر المعلومات والتثقيف بشأن العواقب المترتبة على السلوك المحفوف بالمخاطر من فهم المراهقين للمخاطر، وبرغم ذلك لم تفعل شيئًا يُذكر لتغيير السلوك الفعلي، وذلك لأن القواعد التي يكسرها المراهقون عندما يتمردون تستند على النظام المنطقي الذي تدعمه الشبكة التي تتحكم في المعرفة، فهذه الشبكة تُستخدم بسلطة البالغين ولكنها لا تُستخدم في المراهقين بسبب الشبكة الإجتماعية العاطفية الأقوى، ومن وجهة نظر علم النفس المعرفي، يُعد النمو الطبيعي المبكر للشبكة الإجتماعية العاطفية عاملاً كبيرًا في التمرد في سن المراهقة.
التمرد ضد قواعد الأقران:
لا يأخذ كل تمرد في سن المراهقة شكل إنتهاك القواعد (أي نشاط غير قانوني مثل تعاطي المخدرات والكحول والتخريب والسرقة والمخالفات القانونية الأخرى)، فغالبًا ما يأخذ التمرد في سن المراهقة شكلاً من أشكال إنتهاك المعايير الإجتماعية، وكلما تم وضع هذه القواعد في مكانها بقدر ما يضعها المراهقون أنفسهم مثلما يضعها البالغون القائمون على رعايتهم، يصبح التمرد في سن المراهقة في ثقافة المراهقين أمرًا شائعًا، وتُعلق ريبيكا شرافينبرجر في مقالها “هذه القوطية الحديثة (تتحدث عن نفسها)” أن أقرانها رأوا خجلها في الإطلاع كحساسية لديها وجعلوا من إمتهانها لعبة لهم، وقد أضعت بضع سنوات في محاولة للتماشي والتوافق معهم في إرتداء الملابس مثلهم وشراء جينز عصري جدًا، ولكني تخليت عن ذلك عند بلوغي الخامسة عشر.”
في هذه الحالة تخلت شرافينبرجر عن القواعد الإجتماعية في إرتداء جينز عصري إلى ثقافة الأقلية البديلة، فالكثير من الثقافة القوطية تتحدى قواعد الأغلبية داخل مجتمع المراهقين؛ خاصة وأنها ثقافة تقدر الإنبهار بموضوعات مثل الموت وموسيقى الظلام والإكتئاب وإظهار المشاعر العاطفية والموضوعات التي بطبيعتها مضادة للقواعد المجتمعية.