الأبالأم

كيف نعلم أطفالنا اداب الزيارة؟

عزيزتي الأم المربية، أنت تبحثين دائمًا عما هو أفضل لطفلك، ولأنك تحرصين على أن تزرعي بداخله المبادئ والقيم من القرآن والسنة، فنحن نحرص أيضًا على أن نمدك بالعديد من القيم الإسلامية لتلتزمي بها وتسقينها لطفلك منذ نعومة أظافره، واليوم تتحدث معنا معلمة التربية الإسلامية إيمان الغامدي عن كيفية تعليم أطفالنا اداب الزيارة، وليس فقط اداب الزيارة في حالة المرض، وإنما اداب الزيارة بشكل عام.

حيث تقول لك: لا بد أن نكون حريصين كل الحرص أثناء تربية أبنائنا على أن نغرس بداخلهم قيم الإسلام وآدابه، واليوم نتحدث عن كيفية تعليم طفلك اداب الزيارة بصورة يستوعبها في عمره الصغير، وسنبدأ أولاً بك فأنت مرآة لطفلك، وكل ما تقومين به ينعكس على طفلك، لهذا قبل أن تعلمي طفلك اداب الزيارة لا بد أن تكوني ملتزمة بها، ولا تفعلي عكسها، و نرصد من أهم اداب الزيارة ما يلي:

من اداب الزيارة أن تُعلمي طفلك أنه لا بد قبل القيام بأي شيء يفعله أن يُضمر النية الحسنة وينوي كل شيء لله سبحانه وتعالى، حتى يأخذ ثواب ما يفعل، فالأول لا بد أن تكون نيته خالصة لله سبحانه وتعالى، وثانيًا أن يكون موافقًا لسنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، إن الله قد أحبك كما أحببته فيه “.

وأيضًا علمي طفلك أن من اداب الزيارة عدم الإكثار من الزيارة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “زر غباً، تزدد حباً”، وهنا علمي طفلك أن الإكثار من الزيارة لدى شخص واحد بعينه قد يهلك أهل بيته فلا يأخذ أهل البيت راحتهم وأيضًا المكوث لفترة طويلة عند شخص معين يرهق أهل المنزل، فالمكوث يعنى استضافة طعام وشراب، وقد يكون هذا الشخص غير قادر على هذه التكاليف وهذا إحراج لأهل البيت .. علمي طفلك ألا تُزد زيارته أكثر من ساعة أو ساعتين .. وألا يزر الشخص نفسه يوميًا.

أيضًا علمي طفلك أن يكون لزيارته سبب نافع، يعود مريضًا، أو يطمئن على صديق أو يستذكر دروسه مع صديقه، المهم أن يكون سبب الزيارة نافعًا، ولا تكن للهو والحديث عن الناس، قال صلى الله عليه وسلم: “إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها فى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ” .. أي أن الكلمة التي لا تنفع قد تُهلك صاحبها فلا داعي لتلك الزيارات التي بها لهو ونميمة.

وأخيرًا علمي طفلك أن من اداب الزيارة غض البصر عن محارم أهل البيت، ويحترم حُرمة تلك البيوت فلا يأتي في أوقات راحتهم أو أوقات متأخرة ولا يمشي في أوقات متأخرة من الليل، قال ابن عباس: “يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ”.. أي أن الشخص ينظر إلى محارم أهل البيت ولا يغض بصره عنهم وهو يرتكب بذلك جرمًا وحرمانية كبيرة.

اترك تعليقاً

إغلاق