سلايد 1صحة الأطفال
استراتيجيات التربية العملية للطفل [التحدث مع الطفل]
قد تواجه الأم صباحا سيئا بينما يستمر الطفل بالجري وإثارة الفوضى في غرفة الجلوس، والأم تصرخ به: «توقف!» إلا أن الطفل يستمر بالجري ولا يعير الأم أدنى انتباه. تكرر الأم الصراخ مرة أخرى: «توقف فورا». «كلا، لا تلمس ذلك الشيء». لكن هذه الكلمات تقع على أذن صماء. تكرر الأم الص…راخ: «هل سمعت ما قلت لك ؟ توقف فورا!».
إن استمرار الأم بالصراخ بهذه الطريقة لا يعني للطفل سوى شيئا واحدا وهو أنك تخضعين لتلاعب الطفل وهو يحاول جذب انتباهك من خلال هذه السلوكيات المشاغبة.
وإن مخاطبتك إياه بهذا الشكل يكشف للطفل أن مهمته تكللت بالنجاح.
إن الصراخ المستمر على الطفل سوف لن يغير من سلوكه نحو الأفضل بل يسبب الإزعاج لك وللطفل أكثر مما يساعد في تهذيبه وسوف يرفع من درجة حرارة عواطفه إلى نقطة الغليان
إذن من الذي سيفقد السيطرة الآن؟لننظر الآن إلى الناحية الأخرى، على الأم التي لا تلجأ إلى الصراخ والصياح أن تفخر بنفسها، وأنها تستخدم بدلا من ذلك عبارة لطيفة مثل: «رجاء لا تفعل ذلك»، وهي تبتسم وكأن شيئا لم يكن.
فالخطوة الأولى في تهذيب الطفل هي أن نتعلم كيف نتحدث معه.
ان بالغتم في الكلام عندما تتحدثون إلى الأطفال فاعلموا أن تركيزهم لن يكون منصبا على ما تقولون فقط. فقد يمر كلامكم من فوق رؤوسهم خصوصا إذا استخدمتم عبارات طويلة ومعقدة.
عادة ما يأخذ الطفل الرزمة بأكملها كنبرة الصوت ولغة الجسد، فهم يدركون إذا ما كانت الأم غير واثقة من نفسها أو قلقة أو منزعجة.
ان الأطفال يمتلكون مستقبلات قوية جدا. وفي بعض الأحيان هم يستخدمون الحاسة السادسة التي نغفل عنها نحن الكبار. حاول أن تبالغ وأنت تتحدث مع الطفل، أي حاول أن تستخدم تعبيرات مبالغ فيها. الأمر أشبه ما يكون بلعبة تبادل الأدوار.
بعض الآباء يفعلون ذلك بدقة إلا أن البعض الآخر يشعرون أن هذا الأسلوب يجعلهم حمقى أو غير واثقين من أنفسهم. لذلك على الأم أن تتحلى بالثقة وهي تتحدث مع الطفل، أو عند الاستجابة لما يقوله الطفل.
بعض الأساليب تجدي في تخفيف حدة الأمر، فمثلا عندما تشير الأم إلى نفسها بصيغة الشخص الثالث، كقولها : «والآن ماما ستغسل لك يديك».النبرة السلطوية إذا ما ارتكب الولد عملا خاطئا فعلى الأم أن تتعاطى مع ذلك الموقف بنبرة سلطوية. وكما يلي:
- اقتربي من الطفل ولا تصرخي به من بعيد.
- انزلي إلى مستوى الطفل، واجلسي القرفصاء لكي يكون هناك اتصال مباشر بين عينيك وعيني الطفل، وتجنبي إصدار الأوامر من الأعلى مما يجعل الطفل يتجاهل هذه الأوامر.
- أمسكي بالطفل من ذراعيه لكي لا تكون له فرصة للهرب أو قطع الاتصال مع عينيك وإذا ما حاول الطفل الإفلات قولي له: «انظر لي رجاءا».
- لا تهددي الطفل و لا تعظي على أسنانك بسبب الغضب.
- استخدمي نبرة صوت منخفضة ولكن حازمة وآمرة، وهي بالتأكيد تختلف عن نبرة الغضب أو نبرة المساومة. بل هي نبرة واضحة لا تترك مجال للطفل أدنى مجال للشك في أنك جادة فيما تقولين، وهي نبرة تعبر عن الاستياء.
- قولي للطفل بهدوء وبوضوح ما هو خطؤه فمثلا: «إن ضرب الآخرين أمر غير مسموح، فلا تضرب الآخرين»، أو«رجاءا لا تكرر ذلك».بعض الأحيان تحدث معجزة ويكون هذا الإجراء كاف. فالأطفال الصغار خبراء في اقتناص بعض الإشارات الجزئية.فقد يكون صوت منخفض وحازم ولغة جسد واثقة كافيان لتمرير الرسالة.
إن نبرة الصوت الآمرة تفهم الطفل بأن هناك حدود وضوابط عليه أن لا يتجاوزها. كما يجب الفصل بين السلوك السيئ للطفل وبين الطفل نفسه، فمن الخطأ أن يوسم الطفل بعمله الخاطئ.
من غير الصحيح أن تجعل الطفل يشعر بأنه عديم الأهمية أو تتسبب في إرعاب الطفل لكي تجبره على التزام النظام وذلك من خلال الأساليب الغاضبة. بل يجب أن توضح للطفل بشكل لا يقبل الشك أن ما قام به هو سلوك غير صحيح وغير مقبول.
بعض الآباء لا يمتلكون المسئولية بشكل فطري وعليهم أن يجهدوا أنفسهم قليلا من أجل تطوير ثقتهم بأنفسهم ومن أجل أن يتمكنوا من تحقيق بعض التقدم في هذا المضمار. فإذا كنت أحد أولئك الآباء الذين لا يثقون بأنفسهم بشكل كامل، فإن طفلك سيلتقط ذلك من خلال نبرة صوتك.
لذلك يمكن أن يكون التمرين أمام المرآة ضروري في بعض الأحيان.