مقالات وبحوث

إستخدام المدح لتعديل سلوك الأطفال

كل أسرة تتمنى أطفال أسوياء و منضبطي السلوك و لكن توجد أفعال يقوم بها بعض الأباء أو الأمهات – للأسف – تتسبب في سوء سلوك الأطفال و بالتالي يكونوا هم سبب فشل تربية أبنائهم , من ضمن هذه الأفعال ذم الطفل و التركيز الدائم على مساؤه و أخطاؤه , و هذا شئ مؤثر جدا في الأنفس و حتى الأشخاص البالغين فما بالنا بالأطفال , و على العكس لا يقوم الأبوين بمدح أي تصرف جيد يقوم به الطفل مما يدفعه لعدم القيام بهذا الشئ الجيد طالما أنه – من وجهة نظره الصغيرة – لا يجد منه فائدة.

 الأبوين هم من يوجه سلوك الأطفال:

تصفيق

نعم فمن يتعامل مع الأطفال و من يعلمهم و من يوجهم ؟ فمنذ نعومة أظافرهم وهم لا يروا أي شخص أخر سوى الوالدين , و يكبروا شيئا فشيئا بين والديهم , فمن المسلم به أن الوالدين هم من يوجه سلوك الأطفال للسئ أو الجيد , و العجب كل العجب عندما نجد أب أو أم يشتكوا و يتسائلوا من أين جاء الطفل بهذا السلوك السئ أو الغير مستحب؟ , و الإجابة أنه أتى به منهم من خلال تقليده لهم أو من خلال تصرفاتهم معه في مواقف مختلفة أدت بإنحراف سلوكه.

قاعدة ذهبية:

طفلة

إن قاعدة مهمة جدا في مجال التربية أن تمدح كثيرا و تذم قليلا , بمعنى إن فعل طفلك شئ جيد حتى لو بسيط امدحه و اثني عليه و عظم من شأن هذا السلوك , ستجد إن الطفل يسعد بهذا المدح بل و سيسعى من تلقاء نفسه لتكرار هذا السلوك المستحب الذي حصل بسببه على المدح و الثناء , أما في حالة قيامه بسلوك سئ غير مستحب إن استطعت أن تتجاهله فأفعل , و إن تكرر السلوك و أردت تقويمه و توجيهه فأفعل بأقل كلمات ممكنة , و استمر في مدح مواقف أخرى تصرف فيها الطفل بشكل جيد حتى أثناء توجيهه بسبب الفعل السئ.

لا تفهموا خطأ:

ولد

كثيرا من الأباء و الأمهات يفهم التربية بشكل خاطئ و يضرب الطفل و يوبخه و يعنفه طوال الوقت , و حينما نقول: “لما هذه المعاملة؟” يكون الرد: “إن هذه تربية للطفل لكي نقوّم سلوكه” , لكن هذه المعاملة من الممكن أن تصلح مع أعداءنا و ليس أبناءنا , فقديما قالوا: “حبيبك يبلع لك الظلط و عدوك يستنالك الغلط” أليس كذلك , و نحن للأسف نركز على أي خطأ للطفل حتى لو بسيط و نعاقب و نبالغ في العقاب و لا نرى من أطفالنا إلا كل ما هو سئ , و طوال الوقت نوجه و نعاقب و نصرخ – بقصد أو حتى بدون قصد – و كأننا نستعبدهم و لا نربيهم , فلا تفهموا أبدا التربية بشكل خاطئ و تفسروا أي معاملة تعاملوا بها أطفالكم بأنها تربية , فتربية الطفل تحتاج للصبر و الحلم اللذان أصبحا عملة نادرة جدا هذه الأيام , و لكن علينا أن نكون صرحاء مع أنفسنا قبل أطفالنا ففي بعض الأحيان نتصرف معهم بعنف زائد و يكون هدفنا تفريغ شحنات الغضب و التعب و ليس هدفنا تربية أطفالنا , ألا توافقوني الرأي؟

و أخيرا أتمنى من كل أبوين أن يمدحوا أطفالهم و سلوكياتهم الصحيحة حتى لو بسيطة , و أن يتناسوا السلوكيات الخاطئة و يوجهوها بشكل سريع و لا يعتبروها جرائم حرب , و لا يعاقبوا على كل صغيرة و كبيرة فأطفالكم هم أحب الأشخاص إلى قلوبكم فعاملوهم من هذا المنطلق

اترك تعليقاً

إغلاق