هل سألت نفسك يوماً، ما الذي يفكر به طفلك عندما تتحدثين إليه؟ أو ما هو الإنطباع الذي يبقى في داخله خلال تحدثك معه؟ لكن في الكثير من المرات تكلمين طفلك بطريقة تعتقدين أنها الأمثل والأنسب لتربيته أو لتطلبي منه القيام بشيءٍ ما. لكن الحقيقة هي أن طفلك يفكر بأشياء لا يشاركها معك وتنمو بداخله الى حين أن يكبر، فيتساءل مثلاً: لماذا أسمع أمي دائماً تقول: إفعل ذلك… لا تستطيع… هذا ممنوع … لماذا لا تتصرف هكذا…، لماذا أنا مجبر على القيام بأشياء لا أحبها أو لا أقتنع بها، لماذا لا يؤخذ برأيي قبل أن أنفذ المطلوب مني. هل لا أستطيع أن أقول “لا”.
فلنسأل أنفسنا كيف يجب أن أتحدث مع طفلي كي يستمع إلي بتفاعل وإيجابية؟
تواصل فعّال
- الإحترام يولد الإحترام: تصرفي مع طفلك بإحترام، وحاولي تجنب الصراخ.
- تحدثي معه فقط عندما تكونين بقربه: حاولي أن لا تناديه من مسافة بعيدة، إلاّ إذا كان هناك حالة طارئة. وبدلاً من ذلك إقتربي من طفلك، إنزلي الى مستواه، إنظري في عينيه وليكن ذلك متبادلاً بينك وبينه، وبعدها تكلمي معه بصوتٍ خافت وحنون. ويستحسن أن تتكلمي معه بالهمس، لأن ذلك له تأثيرات إيجابية على نفسيته.
- أعطيه بعض الوقت لتنفيذ ما تطلبيه منه: حاولي قدر المستطاع إعطاء طفلك وقتاً كافٍ للقيام بما طلب منه أو لإنهاء شيء يقوم به قبل البدء بما تطلبيه. ويحبذ أن تسأليه دائماً إذ كان يريد القيام بما طلبته منه الآن أو بعد خمس دقائق ما سيؤمن له الراحة النفسية.
- لا تستعملي التذمر والتذكير المتواصل: قبل أن تطلبي أو تحاولي أن تذكري طفلك بأي شيء إسألي نفسك ” هل أقدم لطفلي معلومة جديدة؟”، و إذا كان الجواب كلا، إذاً إعمدي أسلوب الاستقهام مثلاً: هل طلبت منك القيام بهذا الأمر؟
- لا تستخدمي الكثير من التوضيح: عندما تكون الأجواء مشحونة وتشعرين أن طفلك لا يتجاوب معك، لا تشرحي وتوضحي له كثيراً إختصري كلامك قدر المستطاع، لأنه كلما كثر الكلام، كان ذلك أقل إفادة.
- لا تصنفي طفلك: الكثير من الأمهات يصنفن أطفالهن مثلاً “فتاة حساسة جداً”، “ولد دائم البكاء” … . لكن استعمال هذه التصنيفات ستجعل طفلك فعلاً يكتسب هذه الصفة إن كانت إيجابية أو سلبية وبالتالي لن ينمي شخصيته الحقيقية.
- لا تقارنيه بأحد: لا تقارني طفلك أبداً بإخوته أو أحد أقاربه لأن ذلك يسدمره من الداخل ويشعره أنه أقل من الآخرين.
الإعتراف والتشجيع
- إمدحيه على جهوده: ” لقد لاحظت من خلال لعبك كم تمرنت!”، عندما تركزين على جهود طفلك بدلا من إنجازاته تساعديه على أن يبقى مندفعاً وتنمي في داخله حس التقييم الذاتي.
- دعيه يقيّم نفس بنفسه: عليك كأم أن تجعلي طفلك واعياً الى ما هو عليه من خلال تقييمه لذاته. بدلاً من ان تقولي له ” أن فخورة بك جداً! ” إسأليه ” لقد عملت بجد وثبور هل أنت فخور بما وصلت إليه؟ “
- لا تنتقديه: في بعض الحالات حتى النقد البناء يراه طفلك بنظرة سلبية، لذلك دعي طفلك يشرح لك عمله. لكن أيضا كوني صريحة ولا تمدحيه على أخطائه إذ ستكونين مصدر فشله يوماً ما.
أنا أشعر..
في بعض الأوقات عليك أن توضحي لطفلك ما هو شعورك حيال تصرفه الخاطىء وما هي ردة فعلك الداخلية لأنها طريقة ممتازة للتواصل الإيجابي معه. إليكِ أربع خطوات للقيام بذلك:
1- إشرحي له تصرفه غير المقبول: عندما تقوم بالصراخ.
2- أخبريه عن شعورك في هذه الحالة: أشعر..
3- أوضحي له آثار تصرفه عليك: عندما تقوم بالصراخ أشعر بالأذى وهذا ما يجعلني لا أتصرف معك بطريقة إيجابية.
4- إقترحي عليه بدائل عن هذا التصرف: هل تستطيع بدلاً من أن تصرخ، أن تكلمني بصوتٍ منخفض أو بنبرتك الطبيعية.
باستعمال كل هذه الطرق، تكونين قد ساعدت نفسك من خلال الغاء الصراخ والتذمر الإنتقاد والمقارنة وفي الوقت عينه تساعدين طفلك على تنمية الإحترام بداخله، حس تقييم الذات المسؤلية والثقة بالنفس والأهم علمته أن يشعر بك وبمن يحيطون به.