سلايد 1صحة الأطفال
معتقدات وخرافات حول العناية بالمولود
على مر التاريخ شاعت الكثير من الخرافات والمعتقدات، ومنها ما يخص المولود الجديد، فالجميع يريد أن يظهر اهتمامه بهذا الكائن الذي لا حول له ولا قوة، وهكذا يتم استخدام كل ما درج عليه الكبار من جهل ومضرة، وفي النهاية يعتقدون أن ذلك نابع من خبرتهم في الحياة، ولكن الطب الحديث أثبت عكس ذلك تماماً.
الدكتور محمد أبو داوود، إختصاصي طب الأطفال وحديثي الولادة يقدم لنا هذه القائمة لبعض المعتقدات والخرافات المتداولة بغرض العناية بالمولود، ويوضح مدى خطورتها كالآتي.
شرب المولود لزيت الخروع عند الولادة
يقصد الكبار وحسب العادات والتقاليد من تقديم ملعقة صغيرة من زيت الخروع للمولود تنظيف أمعاء المولود من ” العقي”، والعقي هو بقايا البراز الأسود بسبب تغذية المولود في رحم أمه من خلال المشيمة، فهو لا يتغذى على الحليب ولا أي طعام خارجي، بل يتغذى على الدم، ويقومون بتقديم زيت الخروع وهو مسهل قوي يضر المولود، والصحيح أن الرضاعة الطبيعية بمجرد نزول المولود تساعد على تخلص المولود من البراز الأسود وتنظيف الجهاز الهضمي استعداداً للرضاعة وهضم الحليب.
تقديم الماء والسكر للمولود
ويعتبر هذا التصرف خاطئاً، ومن العادات الغير صحية، لأن السكر بحد ذاته يمنع تقديمه للطفل حتى عمر السنة، ويهدد حياة المولود، كما أن السكر يسبب المغص والغازات، ويجعل المولود يرفض حليب أمه، ويقدم المحيطون بالأم الماء والسكر للمولود بمجرد ولادته بحجة تنظيف الأمعاء، ولكي ينام وتستريح الأم بعد الولادة.
منع استحمام المولود يوم الاربعاء
لا أحد يعرف حتى اليوم مصدر الخرافات والمعتقدات المرتبطة بحمام المولود، ولكن هناك أحد هذه الخرافات وهو منع استحمام المولود يوم الأربعاء، ولا أساس صحي لهذه العادة، ويفضل أن يستحم المولود يومياً في فصل الصيف، يوماً بعد يوم في فصل الشتاء، وذلك لأهمية الحمام للرضيع من حيث شعوره بالنظافة والراحة والاسترخاء والنوم المتواصل.
منع رضاعة حليب اللبأ
ويطلق عليه الصمغة، وهذا الحليب هو أول ما ينزل من صدر الأم بعد الولادة ولأن لونه يميل إلى الأصفر أو الأحمر الخفيف تعتقد الجدات والخرافات المتداولة أنه يكون ساماً للمولود، وتنهى الأم عن تقديمه لمولودها، ولكن الحقيقة أن حليب اللبأ أو المسمار يحتيو على مضادات حيوية تقي الطفل لاحقاً من الأمراض، كما أن هذا الحليب هو خط الدفاع الأول لمناعة المولود، ويحتوي على عناصر غذائية مفيدة للمولود لا يمكن تعويضها.
النهي عن حمل المولود
تنهى الجدات بمعتقداتهن الغريبة الأم النفساء أن تحمل مولودها، ويرددن المثل الشعبي بأن ” ابن ليلته بيرعف شيلته”، والحقيقة أن المولود يكون بحاجة لحب وحنان امه، ويفتقد رائحتها كما انه يبكي لحاجته للشعور بالأمان بعد أن غادر الرحم إلى الأبد، ولذلك فعلى الأم أن تحمله وتضمه إلى صدرها وتسمعه دقات قلبها، وترك المولود يبكي بشدة ولفترة طويلة قد يسبب له مخاطر منها فتق السرة، والضرر بقلبه الصغير ورئتيه الغير جاهزتين للعمل بشكل كامل في الأيام الاولى.
تقطير الليمون في عيني المولود
وهذه خرافة خطيرة قد تودي ببصر المولود، فلا فائدة لتقطير الليمون في عيني المولود حيث يعتقد البعض أن ذلك يقوي البصر، أو أن الليمون يزيد من اتساع العينين وجمالهما، والحقيقة أنه يسبب التهاب الملتحمة واحمرارها، ومن الممكن أن يؤذي بصر المولود، ولا يجب أن تتدخل الأم أو الكبار بأي وسيلة لفتح عيني المولود أو التخلص من ” العماص”، لأن المولود في الفترة القادمة سوف يتطور نموه ويفتح عينيه ويجيل بصره فيمن حوله.
تقديم الحلقوم للمولود
وهي عادة قديمة نتيجة لحب وشغف القدماء براحة الحلقوم، وكانت الحلوى السائدة لديهم، وتشتهر بها بلاد الشام وتركيا خصوصاُ، ولكن يمنع تقديمه لمولود بمجرد ولادته حيث تقوم الجدات بطلب النوم من الأم والراحة، ويتعهدن المولود بأن يضعن في فمه قطعة من الحلقوم ويقوم المولود بمصها ويخلد إلى النوم، والحقيقة أن السكر يكون ضاراَ بالمولود، وسوف يرفض الرضاعة من أمه بعد ذلك، ويصاب بالمغص والغازات ونقص الوزن.